رضا الوالدين لإبن الأحمدي

رضا الوالدين

البعـد عنكـم زادنـي أتراحـا & وفراقكم مـلا الفـؤاد جراحـا
والنور أصبح للظـلام مماثـلاً & فكأنمـا ليلـي لغيـر صباحـا
وكأنما تلـك النجـوم تعاهـدت & تمكث بـدون تحـركِ وبراحـا
فتظل في كبـد السمـاء ثوابتـاً & متخـذةً ذاك الظـلام وشـاحـا
بل أقسمت أن لا تزول وأنجزت & يا ليتها حنثـت لكـي ارتاحـا
أو أنها افلـت لبضعـةِ ساعـةِ & للشمس ترسل نورها الوضاحـا
لم اعهد الليـل طويـلاً هكـذا & حتى غراب البين حطّ وصاحـا
فأصاب مقتل في الفؤاد بصوتـه & ونراه اتعـب كافـة الأرواحـا
وطفقت احلـم باللقـاء عندمـا & ظهر الحمام على الغصون ولاحا
وابتدأ يرسل في الهديـل كأنـه & ذكر الأحبة فـي البعـاد فناحـا
فأخذت ابحث في الطيور لعلنـي & أجد النسـور تعيرنـي اجناحـا
لأطير في ذاك الفضاء مسافـرا & ًمتجاوزاً تلـك الربـا وبطاحـا
فتقر عينـي باللقـاء وتنجلـي & ويزول عنها سقامهـا وقراحـا
وأعانـق الأب الشفـوق فديتـه & ومدامعـي تـزاد فـي تسفاحـا
واجني ثماراً من رياض حديثـه & فكأنـه مسكـاً بطيبـه فـاحـا
وتجيئني الأم الحنونـة أخالهـا & قد هللت فـي وجههـا أفراحـا
فنعيمها يكسي الحيـاة نضـارةً & وودادها يهب النفـوس فلاحـا
أرسل إليكـم طالبـاً لرضاكـمُ & حتى أنال في آخرتـي ارباحـا
ووسيلتي خيـر الأنـام إليكـمُ & ذاك الشفيع مطهـر الارواحـا
مبعوث رب العرش جل جلالـه & طه الذي قد اخـرس الفُصاحـا
يا ربي صلي على النبي بقدرما & تجري به الأقلام فـي الالواحـا
وعلى صحابتـه الكـرام وآلـه & والتابعيـن لنهجـه بصـلاحـا
واغفر لابـن الأحمـدي ذنوبـه & واجعل بقبـره فسحـةً وبراحـا
( ديوان لإبن الأحمدي)

ودمتم بألف خير
ودي..~
Ḋяềẩṁṧ_ṖяỉйċềṦṧ